آخر الأحداث والمستجدات 

إدانة قاتل أمه بالتبني بمكناس بعشر سنوات سجنا

إدانة قاتل أمه بالتبني بمكناس بعشر سنوات سجنا

طوت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، صفحات الملف رقم 14/83 (خلية نساء)، وصرحت بتأييد القرار المطعون فيه بالاستئناف، الصادر في الملف الجنائي الابتدائي عدد13/61، القاضي بإدانة المتهم (ه.م) بعشر سنوات سجنا، بعد مؤاخذته من أجل جناية الضرب والجرح العمديين المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، إذ ارتأت تمتيعه بظروف التخفيف مراعاة لظروفه الاجتماعية ولانعدام سوابقه القضائية.

وتفجرت القضية عندما أشعرت الضابطة القضائية بولاية الأمن بمكناس بضرورة الانتقال إلى إحدى الشقق الكائنة بعمارة الأحباس، الواقعة بشارع نهرو بالمدينة الجديدة (حمرية)، لفتح تحقيق حول ملابسات وفاة امرأة مسنة. وعند الانتقال إلى مسرح الجريمة وجد أفراد الأمن في استقبالهم صاحبة المنزل (أ.م) التي دلتهم على جثة الهالكة المسماة (و.أ)، التي عوينت عليها آثار انتفاخ جفن عينها اليمنى فضلا عن نزيف دموي من الحاسة ذاتها. وبالاستماع إليها أفادت مالكة الشقة أن الهالكة هي عمة زوجها وأنها وقعت ضحية اعتداء جسدي من قبل ابنها بالتبني المسمى (ه.م)، ما استدعى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس، الذي مكثت به من يوم ثامن نونبر إلى 15 منه، حيث أكد لهم الطبيب المعالج أن حالتها الصحية تدعو إلى القلق، ناصحا إياهم بنقلها إلى البيت.

وفي إطار البحث في النازلة استمعت عناصر الضابطة القضائية إلى الأطراف المعنية، إذ صرح المتهم (ه.م) عند الاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني أن الضحية هي أمه بالتبني، وأنه عاطل عن العمل لمدة تربو عن العقد من الزمن. وعن المنسوب إليه أجاب أنه زوال يوم ثامن نونبر 2012 وبعد وقوع خلاف بينه وبين الهالكة حول مبلغ 500 درهم، واجب كراء سيارة الأجرة المملوكة لها، دخل في ملاسنات معها تطورت إلى حد أخذه من تلابيبه، ما جعله يدفعها بقوة حتى سقطت على الأريكة لترتطم مؤخرة رأسها بالحائط، الشيء الذي تسبب في إصابتها بجرح غائر به ورضوض في وجهها، قبل أن يتركها مضرجة في دمائها ويلوذ بالفرار صوب العاصمة الاقتصادية للمملكة خوفا من إيقافه من طرف الشرطة. وهي الرواية التي تمسك بها ساعة إحالته على الوكيل العام للملك والشيء عينه خلال استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا من طرف غرفة التحقيق.

وخلال محاكمته ابتدائيا واستئنافيا أنكر المتهم، المزداد  1974 بالدار البيضاء، المنسوب إليه جملة وتفصيلا، متراجعا بذلك عن اعترافاته التمهيدية التي ووجه بمضمنها وكذا بتقرير التشريح الطبي الذي أكد أن الوفاة ناجمة عن عنف تعرضت له الضحية، فتمسك بإنكاره، مصرحا في رواية ثانية أنه طلب منها مده بمبلغ 500 درهم فرفضت، وبحكم أنها كانت تعاني مرض الأعصاب بدأت في الصراخ، قبل أن تعمد إلى لطم رأسها بالحائط فحاول تهدئة روعها، نافيا أن يكون دفعها أو عرضها للعنف، مضيفا أنه حينما عاد إلى المنزل وجدها ساقطة على الأرض. وعن سؤال حول السر في ذهابه إلى الدار البيضاء مباشرة بعد الاعتداء الذي تعرضت له أمه بالتبني، أجاب أنه لم يكن في حالة فرار وأنه سافر إلى هناك بغرض الخضوع لفترة تكوينية بأحد مراكز الاتصال.

واستمعت المحكمة إلى الشاهد (م.أ)، الذي صرح بعد أدائه اليمين القانونية، أنه إثر تلقيه مكالمة هاتفية من جيران عمته الهالكة ذهب لاستطلاع الأمر، إذ وجد الأخيرة التي كانت تعاني  مرض الضغط الدموي طريحة الفراش وعليها آثار جروح برأسها ويديها، مضيفا أن المتهم، الذي يدمن تعاطي المشروبات الكحولية والمخدرات، لم يسبق لها أن عنف أمه بالتبني، مبرزا أن علاقتهما كانت طبيعية للغاية.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خليل المنوني
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2015-12-30 19:45:30

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك